محاصرة الحاحيين والشياضميين للفرنسيين بالصويرة

يتشرف موقع وحدة التواصل السياحي:(التاريخي، الديني،الحضاري)أن ينشر للأستاذ الفاضل والباحث المتخصص في تاريخ الصويرة، مقالات مثيرة عن تاريخ الصويرة وأحوازها. وعيا منا بالأهمية التاريخية والحضارية التي تتمتع بها مدينة الصويرة، وعملا بالمنهج الجديدة (المدرسة التاريخية الجديدة)وعلى هذا المنوال التاريخي، نسج الأستاذ "سي محمد الزايراري" مقالات علمية رصينة، ستعمل على إحياء وترميم معطيات مهمة من ذاكرة "الصويرة" أدت معركة دار القاضي إلى تزايد حماس المقاومين، حيث حاصرالحاحيون (إدا أوكرض،الكنافة، إدا ويسارن، أيت واضيل) التابعون لمحمد أنفلوس جنوب المدينة،.بينما تجمع الشياضمييون بشيشت محاصرين شمال المدينة، جندت فرنسا قوة عسكرية كبيرة 3000 جندي (الصورة) لفك الحصار، خرجت هذه القوات يوم 7 يناير 1913م، بقيادة le conel gueydon محادية لنهر القصب، فتصدى لها الحاحييون "بابشراتن" قرب سوق إدا أوكرض، ودارت بينهما معركة حامية الوطيس، مات فيها عدد من الجانبين، تمكنت القوات الفرنسية من التقدم بصعوبة، فتصدى لها الشياضميون الذين أوقعوا بالفرنسيين عددا من القتلى والجرحى، لكن انبساط التضاريس، وكثافة نيران سلاح المدفعية والرشاشات ومساندة القائد لحسن خبان، كلها عوامل ساعدت الفرنسيين على التقدم، حيث عسكروا بخميس مسكالة التابعة للقائد لحسن خبان منتضرين الدعم لشدة المقاومة، خرجت يوم 20 يناير 1913م قوة ضخمة أخرى من الصويرة، تتكون من:5 كتائب bataillons.و7 فصائل sections de metrailleuse.و7 فصائل sections d'artillerie .وسرييتين escadrons من الخيالة، بقيادة الجنرال brulard وعسكرت بثلاثاء الحنشان، ومنها توجهت إلى بوريقي،حيث تصدى لها الحاحيون في مكان يسمى "بيسناسن"وأذاقوهم هزائم مريرة، مستغلين التضاريس المرتفعة بناحية الكنافة، وأرهقوا الفرنسيين بالهجومات الخاطفة إلى أن يئسوا من النيل منهم، وهنا أشار عليهم القائد المتوكي بخطة جديدة سرعان ما نالت استحسان الفرنسيين. أشارالقائد ع المالك المتوكي على الفرنسيين بخطة جديدة للقضاء على مقاومة الحاحيين، تتمثل في إحضار منافس قوي من عائلة أنفلوس.وهو مبارك بن عدي، والتكفل له بالقيادة بعد الانتصار، وأمدوه بالأموال لشراء ذمم شيوخ القبائل، خصوصا وأن المقاومين طحنهم عدو آخر هو قلة القوت لسنتين من الجفاف.نجحت الخطة رغم صمود الحاحيين واستبسالهم في معركة بوريقي، تقدم الفرنسيون وقتلاهم تساقط بين السفوح إلى أن وصلوا بصعوبة إلى زاوية أحسن، وهنا نصبوا مدافعهم الثقيلة فوق المرتفع، وبدؤوا بالقصف العنيف لفتح الطريق، تقدمت القوات الفرنسية في اتجاه قصبة القائد أنفلوس "بتمسوريين" يوم 25 يناير 1913م، تصدى لها بقية المقاومين بممر" إمي نتاقاندوت" واستبسلوا في القتال بين شعاب وسفوح هذا الممر، وكبدوهم في هذه المعركة فقط 13قتيل و 72 جريح حسب الرواية الفرنسية، لكن أسلحة الرشاشات الفتاكة والخيانة والحصار حسمت الموقف لصالح الفرنسيين.بعد ذالك اتجهوا إلى قصبة القائد "أنفلوس" وهدموا جدرانها بالديناميت، استسلم القائد محمد أنفلوس بعد مدة للجنرال "مانجان" بعد ما أن قام بما عليه من واجب وطني، بعد وساطة القائد ع المالك المتوكي، وقضى بقية حياته بمراكش..وعوضه القائد مبارك في حكم المنطقة. أما القائد ع الرحمان الكيلولي الذي قاد مقاومة الكيلوليين(تمنار) فعوضوه بابن عمه الحاج لحسن، أما القائد الحاحي الذي ساند مقاومة الشياضميين، فتركوه قائدا مؤقتا حتى يثبت حسن سيرته مع الفرنسيين، وفعلا كان ذالك، وبقي قائدا على قبائل أولاد الحاج إلى أن توفي سنة 1931م، ومع ذالك عاقبوه بأن نزعوا منه زاوية بن حميدة، وزاوية "كرات" وما تبعهما من ساكنة، وأضافوهما إلى نفوذ القائد لحسن خبان.