رگراگة وصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم:2

رگراگة وصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم:2

تعتبر قضية صحبة رجال رگراگة للرسول صلى الله عليه وسلم من القضايا التي أثارها علماء الحديث وأهل السير في المغرب الأقصى في القرن الثامن، وقد تكلم فيها غير واحد من كبار علماء الحديث بهذا القطر القصي من القرن الثامن إلى العصر الحديث، ومن العلماء من أفرد هذه الطائفة والتأليف وعرج على مسألة الصحبة وفصل فيها، سنتحدث في هذا المقال عن معنى الكلمة وسبب التسمية بها، ونسب الطائفة، وأعلامها السبعة، والكتب المؤلفة فيها، وأقوال العلماء في صحة صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. أولا: معنى الكلمة وسبب التسمية رجراجة أو رگراگة تعني في لسان أهل سوس: الفقير والصوفي، أو الشخص المتبرك به، ونجد كلمة أرگراگ في قبيلة حاحة تعني العصا، وسمي الفقير السائح بها من باب المجاز بالجزئية، ولأن الفقراء لا يستغنون عنها في حياتهم، أما سبب التسمية فقد ورد في بعض كتب التراجم أن السيدة فاطمة عليها السلام هي التي سمتهم، وذلك لما رفعوا أصواتهم بالشهادة في حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت لهم جلبة فقالت :" إنهم قوم يرجرجون"، والرجرجة في اللغة الكلام غير المفهوم، كالشقشقة لهدير الفحل من الإبل. ثانيا: نسب الطائفة تقع حاحا في بلاد المصامدة، والمصامدة من أعظم قبائل البربر في المغرب كما ذكر ابن خلدون، وتنافسهم في الكثرة والنفوذ قبائل زناتة و صنهاجة، فقد قامت دولة المرابطين على أكتاف صنهاجة، وقويت دولة المرينيين بزناتة، وشبت دولة بني عبد المؤمن بالمصامدة، وتمتد بلاد المصامدة في سوس والسهول العربية وفي وسط البلاد. وتضم عدة قبائل منها: حاحة ، دكالة، رجراجة، كلاوة، مسفيوة، وريكة، هنتاتة، هزميرة، غمارة....، وقال صاحب سلوة الأنفاس: "رگراگة قبيلة معروفة ببلاد حاحا ويقال لهم المصامدة، وهم موصوفون بالخير." ثالثا: رجال رگراگة السبعة ذكرت كتب التراجم والسير أسماء رجال رگراگة السبعة الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلموا بين يديه وكلمه الرسول صلى الله عليه وسلم بلسانهم، فرجعوا الى أهلهم منذرين وكانوا أول من أدخل الإسلام إلى المغرب الأقصى قبل عقبة بن نافع، وهذه أسماؤهم : - واسمين بن يعزى (متسلم الرسالة النبوية). - أبو بكر اشماس - صالح بن أبي بكر (ولده) - عبد الله ادناس بن عامر - عيسى بو خابية (رئيسهم في الحرب" - يعلى بن واطل - سعيد السابق، المكنى (يبقى). وقد نظم ابن حريرة الشاوي وهو ممن له محبة في السادات الصوفية السبعة المذكورين الذين التقوا به صلى الله عليه وسلم فقال: زيارة أهل الله من أعظم الذخر وكنز فلاح في القيامة والحشر فقدم بأقصى الغرب سبعا أجلة لهم رتبة عليا على أهل ذا القطر بصحبة خير الخلق خصوا وقدموا بمغربنا طرا على كل ذي قدر فذاك (ابن شماس) ونجله(صالح) و(وسمين) (عبد الله ادناس) ذو السر (بخابية عيسى) و ( يعلى بن واطل) ( سعيد بن يبقى) في الملا طيب الذكر بهم فخرت رجراجة وهم الأولى أتوا مصطفى الرحمن في صحة الأمر فرد سلام القوم باللغة التي بها سلموا والسر منه لهم يسري تأدب بتقديم الصحابة واغتنم زيارتهم تحظى بمأدبة الأجر فلو بلغ الصفي أقصى نهاية تقاصر عن أدناهم وهو ذو النزر وأهدي صلاة الجليل محمد تلاها سلام طيب الند والنشر وأرضى عن الآل الكرام وصحبه نجوم الورى والآل من ذلك البحر وهؤلاء السبعة كانوا أفاضل قومهم ظلت محبتهم في قلوب الناس سارية، وحرص أهل القبيلة على زيارة قبورهم، وكان الناس يعتقدونهم، ويفد أهل المغرب إليهم من كل حدب وصوب، فلما خشي السلطان المولى إسماعيل غائلة هذا الجمع ومغبة ذلك التحزب، استشار الفقيه العلامة أبا علي الحسن اليوسي فأشار عليه أن يجعل في حضرة مراكش سبعة رجال من العلماء العارفين يكونون منارة مراكش وأبراجها، وبذلك تخف وطأة التجمع الرجراجي وتضعف قوته. وفي هذه النبذة كفاية وإن لم تف بالغاية، وفي المنشور القادم إن شاء الله نذكر الكتب المؤلفة في هذه الطائفة، وأقوال العلماء في صحة صحبتهم. عبد الله بن الفقير