بين المهنية والتمثيل: كيف نحسن صورتنا في المحافل الدولية؟

فعاليات المعرض الدولي للسياحة بمدريد

بين المهنية والتمثيل: كيف نحسن صورتنا في المحافل الدولية؟

في المعرض الدولي للسياحة المقام في مدريد، حيث تتجمع دول العالم للترويج لوجهاتها السياحية عبر أساليب احترافية مدروسة، برز ممثل إحدى القطاعات السياحية بطريقة أثارت التساؤلات حول مدى الجاهزية والوعي بأهمية مثل هذه المناسبات.  

بدلاً من تسليط الضوء على ثراء الثقافة المغربية، التنوع الطبيعي، أو التجربة السياحية الفريدة، ظهر هذا الممثل عبر مقاطع فيديو غير منظمة، عشوائية، تخلو من المهنية، وكأنها يوميات شخصية لا تمت بصلة لأهداف المشاركة في هذا الحدث العالمي. ما كان يمكن أن يكون فرصة لتقديم صورة مشرقة للمغرب تحول إلى استعراض شخصي، بعيدًا عن الهدف الأساسي.

ما هو دور المؤتمر؟ وكيف يستفيد منه الممثل؟

المعرض الدولي للسياحة ليس مجرد حدث عابر أو منصة للظهور، بل هو ملتقى يجمع أبرز الفاعلين في القطاع السياحي من حول العالم، للتعلم، التواصل، وبناء شراكات تعزز من قيمة السياحة. دوره الأساسي هو فتح آفاق جديدة للتعاون مع وكالات سياحية دولية، جذب المستثمرين، والترويج للوجهات السياحية بطريقة مدروسة وفعالة.

للممثل، هذا الحدث فرصة ذهبية لا تُعوض لإبراز إمكانياته وأفكاره الإبداعية التي تخدم القطاع الذي يمثله. يمكنه من خلاله إقامة علاقات مع مرشدين دوليين، شركات سياحية كبرى، وصناع القرار. كما أن الظهور أمام جمهور عالمي هو مسؤولية تتطلب التحضير الجيد لتقديم محتوى يعكس الاحترافية والقدرة على الترويج الفعّال.

أين تكمن المشكلة؟

حين يتحول هذا التمثيل إلى استعراض فردي، يفقد الحدث قيمته بالنسبة للقطاع الذي يفترض أن يستفيد منه. فبدلاً من بناء علاقات وشراكات استراتيجية، يتم التركيز على التفاصيل السطحية، ما يحرم المغرب من فرصة تعزيز مكانته كوجهة سياحية عالمية.

دعوة لمزيد من المهنية

إن اختيار الممثلين عن القطاعات السياحية يجب أن يتم بناءً على معايير واضحة تضمن الكفاءة والقدرة على تقديم صورة مشرفة للمغرب. فالمشاركة في مثل هذه الأحداث مسؤولية وطنية، وليست فرصة لعرض أفكار أو تصرفات شخصية قد تنعكس سلبًا على صورة البلد.

أخيرا، يجب أن تكون مشاركتنا في المحافل الدولية مرآة تعكس قيمنا وثقافتنا، وتظهر للعالم أننا قادرون على الترويج لمقوماتنا السياحية بأفضل الطرق وأكثرها احترافية.